١٤/٠٣/٢٠٠٩
١٥/٠٤/٢٠٠٨
١٤/٠٤/٢٠٠٨
رسالة من زوجة المهندس محمود المرسى
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) (العنكبوت) صدق الله العظيم.
أكتب هذه الرسالة مع اقتراب صدور الأحكام على زوجي والشرفاء الذين معه في القضية العسكرية، التي سِيقوا إليها ظلمًا وعدوانًا بدون أي ذنبٍ فعلوه، غير أنهم يريدون إصلاح الوطن؛ فالبعض يظن أنني والأولاد مترقِّبون صدور الأحكام بقلقٍ وخوفٍ، وسبحان الله..!!
عندما يتصل بي أحدٌ يجد عكس ما كان يظن، ويجد في كلامي من الطمأنينة والثبات اللذين منَّ الله بهما عليَّ؛ فكلما دعوتُ الله أقول: "يا رب.. قدِّر لنا الخير حيث كان، ثم رضِّنا به".
وأما زوجي فأقول له: عندما قرَّروا إحالتكم إلى المحكمة العسكرية صبرْنا ولم نجزع، وقلنا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وعندما حضرنا الجلسات وشاهدنا ما فيها من ظلم وبهتان للشرفاء، أحسست أن التاريخ يعيد نفسه؛ فالتهم هي نفس التهم، والظلم هو نفس الظلم في المحاكمات العسكرية السابقة والمحاكمات الظالمة في الماضي.
فأقول لك يا زوجي الغالي: نحن صابرون وثابتون بإذن الله، وراضون بقضاء الله وقدره، فلم نخَف أو نحزن؛ فمن هو في حمى الله لن يضرَّه شيءٌ بإذن الله.. قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)) (البقرة)، هذا حال من يختارون السير في هذا الطريق؛ فإن الجنة ليس رخيصةً ولكنها ثمنٌ غالٍ.. وأحمد الله كثيرًا أن اختارنا أن نكون من أصحاب الدعوات والمحن والابتلاء.
وإلى شركاء زوجي في المحنة، إلى الشرفاء خلف الأسوار.. لا أجد أبلغَ من قول الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران: 173)، فهذه المحنة هي ثمنٌ للجنة، فقد بذلتم العمر في سبيل الله وإصلاح الوطن، وضحَّيتم بالمال، فنعم الصفقة الرابحة بإذن الله.
إلى العائلة الكبيرة.. الكبيرة جدًّا.. أهالي المعتقلين وزوجات، وأنا أتشرَّف بانتمائي إلى هذه العائلة، فكنا مثل الجسد الواحد؛ "إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".. أقول لكل أخواتي زوجات المعتقلين.. رأيتكنَّ كالجبال الشامخة، ربما تكون المحنة هي التي جعلتكن هكذا، ولكنني كلما أنظر إلى وجوهكن المشرقة بالأمل والتفاؤل والرضا بقضاء الله، أستمدّ منكن الهمَّة العالية والصبر والجلد، أدعو الله أن يلهمنا جميعًا الصبر والثبات على الحق، وأن يقدِّر لنا الخير حيث كان ثم يرضِّيَنا به، (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف: 56).
أقول لهيئة المحكمة والقاضي.. معذرةً؛ فنحن أتينا إلى محكمتكم خطأً؛ لأننا مدنيون، وكيف نحاكم أمام المحكمة العسكرية؟! يشهد الله أن الذين يحاكَمون أمامك هم خيرة أبناء هذا الوطن، وأنت تعلم ذلك، فاتَّقِ الله فيهم وحاول ألا تكون أداةً للظلم والاستبداد، واعلم أنه سيأتي يوم سنقف فيه جميعًا أمام الحكم العدل، وستقام محكمة أخرى وسيُحكَم فيها بالعدل بإذن الله، ولكل ظالم نهاية.. قال تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).
أكتب هذه الرسالة مع اقتراب صدور الأحكام على زوجي والشرفاء الذين معه في القضية العسكرية، التي سِيقوا إليها ظلمًا وعدوانًا بدون أي ذنبٍ فعلوه، غير أنهم يريدون إصلاح الوطن؛ فالبعض يظن أنني والأولاد مترقِّبون صدور الأحكام بقلقٍ وخوفٍ، وسبحان الله..!!
عندما يتصل بي أحدٌ يجد عكس ما كان يظن، ويجد في كلامي من الطمأنينة والثبات اللذين منَّ الله بهما عليَّ؛ فكلما دعوتُ الله أقول: "يا رب.. قدِّر لنا الخير حيث كان، ثم رضِّنا به".
وأما زوجي فأقول له: عندما قرَّروا إحالتكم إلى المحكمة العسكرية صبرْنا ولم نجزع، وقلنا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وعندما حضرنا الجلسات وشاهدنا ما فيها من ظلم وبهتان للشرفاء، أحسست أن التاريخ يعيد نفسه؛ فالتهم هي نفس التهم، والظلم هو نفس الظلم في المحاكمات العسكرية السابقة والمحاكمات الظالمة في الماضي.
فأقول لك يا زوجي الغالي: نحن صابرون وثابتون بإذن الله، وراضون بقضاء الله وقدره، فلم نخَف أو نحزن؛ فمن هو في حمى الله لن يضرَّه شيءٌ بإذن الله.. قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)) (البقرة)، هذا حال من يختارون السير في هذا الطريق؛ فإن الجنة ليس رخيصةً ولكنها ثمنٌ غالٍ.. وأحمد الله كثيرًا أن اختارنا أن نكون من أصحاب الدعوات والمحن والابتلاء.
وإلى شركاء زوجي في المحنة، إلى الشرفاء خلف الأسوار.. لا أجد أبلغَ من قول الله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران: 173)، فهذه المحنة هي ثمنٌ للجنة، فقد بذلتم العمر في سبيل الله وإصلاح الوطن، وضحَّيتم بالمال، فنعم الصفقة الرابحة بإذن الله.
إلى العائلة الكبيرة.. الكبيرة جدًّا.. أهالي المعتقلين وزوجات، وأنا أتشرَّف بانتمائي إلى هذه العائلة، فكنا مثل الجسد الواحد؛ "إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".. أقول لكل أخواتي زوجات المعتقلين.. رأيتكنَّ كالجبال الشامخة، ربما تكون المحنة هي التي جعلتكن هكذا، ولكنني كلما أنظر إلى وجوهكن المشرقة بالأمل والتفاؤل والرضا بقضاء الله، أستمدّ منكن الهمَّة العالية والصبر والجلد، أدعو الله أن يلهمنا جميعًا الصبر والثبات على الحق، وأن يقدِّر لنا الخير حيث كان ثم يرضِّيَنا به، (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف: 56).
أقول لهيئة المحكمة والقاضي.. معذرةً؛ فنحن أتينا إلى محكمتكم خطأً؛ لأننا مدنيون، وكيف نحاكم أمام المحكمة العسكرية؟! يشهد الله أن الذين يحاكَمون أمامك هم خيرة أبناء هذا الوطن، وأنت تعلم ذلك، فاتَّقِ الله فيهم وحاول ألا تكون أداةً للظلم والاستبداد، واعلم أنه سيأتي يوم سنقف فيه جميعًا أمام الحكم العدل، وستقام محكمة أخرى وسيُحكَم فيها بالعدل بإذن الله، ولكل ظالم نهاية.. قال تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).
٣١/٠٣/٢٠٠٨
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)